کد مطلب:167976 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:172

هل التقی الامام الحسین ابن عمر فی التنعیم؟
نقل لنا التأریخ خبر آخر لقاءٍ لعبداللّه بن عمر مع الامام الحسین علیه السلام بعد


خروجه من مكّة، [1] ففی أمالی الشیخ الصدوق (ره): (وسمع عبداللّه بن عمر بخروجه، فقدّم راحلته وخرج خلفه مسرعاً، فأدركه فی بعض ‍ المنازل.

فقال: أین تُریدُ یا ابن رسول اللّه!؟

قال: العراق!

قال: مهلاً، إرجع إلی حرم جدّك!

فأبی الحسین علیه السلام علیه، فلمّا رأی ابن عمر إباءه، قال: یا أبا عبداللّه، إكشف لی عن الموضع الذی كان رسول اللّه (ص) یقبّله منك!

فكشف الحسین علیه السلام عن سرّته، فقبّلها ابن عمر ثلاثاً وبكی وقال: أستودعك اللّه یا أبا عبداللّه، فإنك مقتول فی وجهك هذا!). [2] .

وفی بعض المصادر: أنّه أدركه علی میلین من مكّة، [3] وفی أخری: أنّه أدركه علی مسیر لیلتین أو ثلاث من المدینة، [4] (فقال: أین ترید؟


قال: العراق! وكان معه طوامیر وكتب

فقال له: لاتاءتهم!

فقال: هذه كتبهم وبیعتهم!

فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ خیّر نبیّه بین الدنیا والاخرة فاختار الاخرة ولم یُرد الدنیا، وإنّكم بضعة من رسول اللّه (ص)، واللّه لایلیها أحدٌ منكم أبداً! وما صرفها اللّه عز وجلّ عنكم إلاّ للذی هو خیرٌ لكم، فارجعوا!

فأبی وقال: هذه كتبهم وبیعتهم!

قال فاعتنقه ابن عمر وقال: استودعك اللّه من قتیل!). [5] .

ولم نعثر فی مصدر من المصادر التأریخیة حسب متابعتنا علی تشخیص دقیق لمكان هذا اللقاء وتحدیده، فقد كان هذا اللقاء فی (بعض المنازل!) علی روایة أمالی الصدوق، وكانت الاشارة إلیه فی مصادر أخری تتحدث عن: میلین من مكّة! أو مسیر لیلتین أو ثلاث من المدینة!

نعم: صرح المحقّق السماوی (ره) ضمن استعراضه لمسیر الامام علیه السلام من مكّة الی العراق بأنّ هذا اللقاء كان فی (التنعیم) حیث قال (ره): (ثمّ أصبح فسار، فمانعه ابن عبّاس وابن الزبیر فلم یمتنع، ومرَّ بالتنعیم فمانعه ابن عمر، وكان علی ماءٍ له فلم یمتنع...). [6] .

غیر أنّ السماوی (ره) لم یُشر إلی المصدر الذی أخذ عنه هذا التحدید والتشخیص، ولعلّه (ره) كان قد استنتج أنّ هذا اللقاء كان فی التنعیم استنتاجاً


من أكثر من إشارة ودلالة تأریخیة، أو لعلّه (ره) كان قد أراد عبداللّه بن مطیع العدوی بدلاً من عبداللّه بن عمر، لكنّ قلمه الشریف كتب ابن عمر بدلاً من ابن مطیع سهواً وعفواً، ذلك لانّ ابن مطیع فی لقائه الاخیر مع الامام علیه السلام كان علی ماءٍ له ولیس ابن عمر! واللّه العالم.


[1] روي التأريخ ثلاثة لقاءات لعبداللّه بن عمر مع الامام عليه السلام منذ رفضه البيعة ليزيد، اللقاء الاوّل في الابواء بين المدينة ومكّة، بين ابن عمر وابن عبّاس (أو ابن عيّاش) من جهة وبين ابن الزبير والامام عليه السلام من جهة (راجع: تأريخ ابن عساكر / ترجمة الامام الحسين عليه السلام / تحقيق المحمودي: 200، رقم 254)، وقد مرَّ في الجزء الاوّل من هذه الدراسة أنّ هذا اللقاء لم يقع لانّ الامام عليه السلام وابن الزبير لم يجتمعا في الطريق بين المدينة ومكّة. أمّا اللقاء الثاني فهو في مكّة. وأمّا الثالث فهو بعد خروجه عليه السلام من مكّة. وهو هذا اللقاء الذي نتحدّث حوله الان.

[2] أمالي الصدوق، 131، المجلس 30، حديث رقم 1.

[3] راجع: إسعاف الراغبين بهامش نور الابصار: 205.

[4] راجع: أنساب الاشراف، 3:375 وتاريخ ابن عساكر (ترجمة الامام الحسين عليه السلام / تحقيق المحمودي): 281، رقم 247.

[5] تاريخ ابن عساكر، ترجمة الامام الحسين 7 :280-282، رقم 247.

[6] إبصار العين: 28.